"" المطر والرجل ""
في صباح يوم مشرق ومفعم بالحيوية
والنشاط والجد والاجتهاد ، وبعد إجازة صيفية قضيناها في زيارة بعض الدول والمناطق
المختلفة ، واللعب والفرح والسرور ، ذهبت وزملائي إلى المدرسة لليوم الأول من
العام الدراسي الجديد ، فكان الجو غائما والبرد القارس يحيط بنا وما أن وصلنا نصف
الطريق بدأ المطر يهطل وتزداد غزارته ، فتوقفنا حتى توقفت الأمطار والسيول الغزيرة ومع ذلك الجو
الرائع بدأت الأرض بالجريان والماء قد ملأ السدود المائية ، والأودية في أقوى
اندفاع لها ، فمر بنا شخص يسير بسرعة كبيرة جدا وكان متهورا في قيادته وذهب ولكن
الوادي الذي يقطع الشارع كبير جدا ولم يستطع أن يـمـر من خلاله رغم سرعته الكبيرة
فتسبب في غرقه ، وتجمع الناس في ذلك الموقع لمحاولة إيجاد وسيلة لإنقاذ ذلك الشخص وبعد
تفكير عميق وشجاعة من أحد البواسل استطاع إنقاذه رغم الصعوبة والخطورة التي كان
يتكبدها ، وأسعفه إلى المستشفى واتخذ الإجراءات اللازمة وبعد بضع دقائق جاء الرجل
ولم يدر ما الذي جاء به إلى هنا ؟! وما سبب ذلك ؟! لأنه كان في غيبوبة ، وبعدها
شكر الرجل الباسل والشجاع الذي أنقذ حياته من الخطر والموت بفضل وحمد من اللهـ
تعالى ، فيجب تجنب تلك الأشياء قدر المستطاع لكي لا تتسبب حياة البشرية في أخطار
وخسائر طائلة ، واللهـ يفعل ما يشاء ، ولكن على الإنسان أن يأخذ بالأسباب ، فانقضى
ذلك اليوم بهذا الحدث المروع وانقضى موعد الدراسة لذلك اليوم ، وذهبنا للمدرسة في
اليوم التالي وكان السير في نظام والحمد للهـ .