منتديات لوحات خليجية
قصة رائعة جداً .. لمتذوقي قراءة القصص والروايات 330_1276182123
منتديات لوحات خليجية
قصة رائعة جداً .. لمتذوقي قراءة القصص والروايات 330_1276182123
منتديات لوحات خليجية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات لوحات خليجية

free
 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصورالبوابةاتصل بنا دخول

 

 قصة رائعة جداً .. لمتذوقي قراءة القصص والروايات

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابن السديري
مشرف منتدى التقنيات الحديث ابن السديري


عدد المشاركات : 932
تاريخ التسجيل : 26/05/2010
مزاجي...
دولتي ...
هوايتي ...
نوعي ...
ـــــ[ MMS ]ـــــ : قصة رائعة جداً .. لمتذوقي قراءة القصص والروايات 32a490eca1


قصة رائعة جداً .. لمتذوقي قراءة القصص والروايات Empty
مُساهمةموضوع: قصة رائعة جداً .. لمتذوقي قراءة القصص والروايات   قصة رائعة جداً .. لمتذوقي قراءة القصص والروايات Emptyالجمعة يوليو 16, 2010 1:35 pm

[b][b]منذ
سنين طويلة ورجال الوادي في شقاقٍ وفُرقةٍ وتمزّق ، فكل رجل ذهب حيث رغب
وارتَضى ، وبات الناس بالوادي يتصارعون في هوس وقرْف ، وقد شبَّ وليد
يافعاً طيباً ، يحب الخـير ، ويسعى لأجـل إسعاد المحيطين به· وفي ريعان
شبابه يَمَّم وجهه شطر صحراء الوادي التي كان يُحبُّها منذ طفولته ، ويخلو
بنفسه بين رمالها الساحرة، كلما ضاق ذرعاً بهوس رجالات قريته الوادعة ·ومع
تزحزح قرص الشمس الملتهبة في قلب الرمال يعود مودعاً سهولها وأوديتها ،
مؤملاً بالعودة إِليها مشمراً بقوة لإنجاز ما يسعى إليه ، وانقاذ ما ذهب
إليه الناس من هَوس وتمزق وشقاق ·وذات مرة قرر أن يسافر إلى صحراء صاخبة
بالحكايات القاسية ، تبعد عن قريته كثيراً ، فقد أخبره أحد كبار الرجال
بالوادي الغربي ، الذي هو جزء >من وادي الحياة< بأن هذه الصحراء
عظيمة ، لم يصل إليها إنسان قبله ، يحيطها غموض عميق ، فالذي يصلها يعتبر
رجل مهاب ، عنيد ، ذا جبروت وقوة شامخة كالجبال ، إنها رمال ناعمة قاسية ،
لكنها ليست أحجاراً ، تسكب الشمس أشعتها الحارقة في الوجوه بلا مبالاة ،
فتعمق الصلد في الوجوه الطبيعية ·قال وليد وهو ينشغل بحك رأسه قليلاً :ــ
ألهذه الأهمية لم يصل إليها أحد ·ــ نعم ، فما أعرفه أنها أمكنة ساقت إليها
فضول الرجال·· ذلك لأن رمالها قاسية وامكنتها ظليفة وأوديتها قفر··
نهاراتها جافة موحشة ولياليها مظلمة ، تُفتت الأكباد·ــ ولماذا ؟ >قال
وليد باستغراب< ·ــ لأن جمال الشيء في غموضه · والدهشة لاتقع إلا على
عظمة المشاهدة ، فقد قيل بأن بها كهوفاً وأودية موحشة ، فإذا غطش الليل
تكون الظلمة موحشة ، وقتامتها صارخة مرعبة، تهز الروح في سكناتها · فجأَة
صمت الرجل ··لم يهتز وليد للكلمات التي لفظها صاحبه الجديد ، بل زادته رغبة
وهمة وقال :ــ حدثني عنها أكثر ·· فإنني أتشوق إلى الولوج إليها· وأَتُوق
بصبر لا أحتمله ، فقد أثارت فضولي ·ــ ولكني أخشى عليك !!·ــ لماذا ؟ أو
تظنني صغيراً·· أم بلغت من الكبر عتيَّا ·· ــ ليس في الأمر من شيء ··
فأنت رجل صَلْدٌ رائع في اهتماماتك·· بعيدٌ في نظرتك·· بالغ القوة ، ساطع
المكانة ـ سحب نفساً ـ ولكنها رمال قاسية ، سكانها يُدعون بأصحاب الوجوه
البشعة نظرا لكلاحة وجوههم الملتهبة ·تمتم وليد بكلام مبُهم وكأن حماسته
فترت عنه : أهُمْ جنَّ ام إنس مجهولون · ام أن الصحراء القاسية جعلتهم
أناساً لسنا منهم ·ــ يقولون إن الطبيعة خلاقة، فلربما قذفت بأشباحها إلى
وجه الرمال ، فاستوت شرارة غضبها ملامح بشعة ، فانشطرت الملامح القاسية
إلى حياة ·· ورمال ·· ومن البديهي أن تتحول إلى أشياء غامضة·· ــ إنه أمر
فضيع، وغاية في التعقيد، لو كان الرجال ملامح من وجهها الغامض · >قال
وليد بصوت هاديء، مليئ بالشك < ·ــ لماذا ؟ > قال الرجل <ــ لأن
علاقة التحول لم تستوعب التطور·· وبالتالي من هو وعاءٌ للآخر··!! أهو
التطور المفاجيء·· أم وجه الرجال ·· ام أن الغموض لا هدف له ·· وإني لأتصور
تكوين ملامحٌ ، هي الأفضل على غرار تلك التحولات الغامضة ·· فما أعرفه
بأنَّ حياتنا هذه ، تطوّرت وتحوّلت·· والدليل انفجارها ، بعيداً كان أو
قريباً·· فمن آزرها سعى فيها خيراً ·· ومن كادها ظَل ، ومن ظلَّ لا خير
فيه·· تلك هي العُقبى··!! >قال وليد بصوت صلب< قال الرجل العجوز ،
وعيناه تلمعان ببريق غريب :ــ وهل هناك من عليها من يفعل سوءاً ··؟نعم··
كثيرٌ من الناس ادَّعُوا بأنهم حياةٌ للرمال والرجال معاً· ولكنهم لم
يضيفوا شيئاً جديداً إلى الحياة والناس · قال الرجل العجوز وهو يمسك بيد
وليد ، ويكور قبضته عليها : ــ وهل بوسعك فِعْل شيء من أجل الرمال ··؟!ــ
أجل ·· فأنا أملك صفة الإِصْرار ، أهْوى العبث الحقيقي ذلك العبث الذي لم
يتوَصَّل إليه الرجال ·ــ أنت لا تزال شاباً غِراً ، قليل التجربة وأخشى أن
يفهم الرجال بأنك تهدف إلى تشويه حقائق الحياة ·قال وليد·· مستدركاً الأمر
:ــ صدقت، يجب أن أخوض تجربة الرمال·· بعيداً عن هذه الحياة التي لايسعى
رجالها إلى صُنْع قَدَر إنتمائهم·· إنني احترم خصوصية مقام جدّي، ولكني أرى
أن حياة الرجال لاتُؤسس حياة جديدة·· وقد وجدت من بعض الرجال الذين
يحيطونه، كأنما يملكون اسلوب المزايدة والعبث المشوّة باللّهو الذي
لايُغيّر انماط الحياة ، بقدر مايزيدها وهْجاً تتصدّع منه الثوابت الراسخة،
فالحياة ليست كناية عن صيرورة لامبادىء فيها ولامفاهيم ·· انهم يخلقون
مفاهيم جدلية ، تحركها سكون الكلمات والتفيهق·· لا أعرف ماذا بيدي فِعْله
لأجعل الحياة من صنع أيديهم ، إني اعدهم بأن الحياة في القرية ستبقى آمنه
··!! لاشك في ذلك الأمر·· رغم إني لا أزعم معرفة كاملة عن الحياة البعيدة··
فالرمال بإمتدادها الواسع تُرغمني بأن اقترب منها ، فاندفع بشجاعة نحو
متناقضاتها الغير مترابطة·· كي اتمتع بقوة الكلمات المتقاطعة· انني اعتقد
أنَّ فَهْم احوال الرمال جزء من فَهْم أحوال الناس·· وطالما يقتضي الأمر،
فإننا لابد وأن نسعى كي نفهم أحوالنا ·· إنني أعتقد، بأننا مضطرُّون إلى
صُنْع حياة قدرها إنتماء واحدٍ ·· واعلم بأن الرمال الواسعة ماهي إلا
امتدادٌ لحياة تعاقبت عليها تطورات بعيدة · وما نحن إلا امتدادٌ لتلك
الحياة المتعاقبة ·همس الرجل الغريب إلى وليد همساً خفيفاً وتمنّى له حياة
طيبة ·· وأسرّ إليه كلاماً غريباً أيضاً : ·········· نزل كلام الرجل على
قلب وليد ·· نزول الماء الزلال على قلب العطشان ، فلم ينطق ولم ينبس بحرف
·فجأة ، غاب الرجل من أمام ناظريه، قال وليد في نفسه:ــ أو خليق بهذه
الطبيعة برمالها واوديتها أن تكون لعباً·· أو هزواً ·· أم ان هناك حقيقة
شُوهت وَطُمست فَحلَّت الظلمات مكانها ·· فما غفله الرجال يحتاج إلى قوةٍ
وحزر لايعرفان الكلل ، فالسأم ذل وعار !! · إلهي ساعدني ، فالرجل فتح لي
رتقاً لم استوعبه··!! هز رأسه نفياً وسرت ·· شعريرة في جسده·· فانتفض ··
كيف أصدق ان الحياة باتساعها ، مُلئت عبثاً مجنونا·· وان الرجال رأس
خرافتها الحمقاء · وضع يده على رأسه ، وَمدَّ ناظريه بعيداً، كأنه يستلهم
بعداً جديداً·· وبدا في قوة وحزم، يجب عليّ الوقوف على هذا الغموض الذي لم
يجتازه أحد ··!ً ً ً ً ًوفي قرية الوادي شرح وليد للرجال ضَعف فهمهم لأحوال
الـرمال وحياة الـنـاس عليها ·· وبَيّن لهم المتناقضات ·· وقال إنني لا
أكاد أُصدّق بأن الحياة بإتساعها البعيد مجرد عبث ·· بل انني أكاد أجزم بأن
الرجال رأس الحماقة المجنونة التي قادتهم الى حياة العبث السخيف فَشُوهتْ
الحقيقة بأكملها··! قال رجل يكبر وليد سناً، يتشاور معه كلما هَمّه أمر
الحياة، لكن الرجل، كان خبيثاً ماكراً :ــ أنا لا أنصحك ، ولا أقلل من شأنك
، ولكن خوفي عليك من الرجال ، إن رجعت خاوياً ، لن يصدقوك بعدها ·فوجىء
وليد بكلام الرجل الذي كسر هِمَّته، فارخى حبال مغامرته الصعبة فتنازعته
رغبات متناقضة ، دارت عيناه دورات إضافية، كأنه يقلب أفكاره بعيداً ، وكأنه
يستعد لموقف صعب، قال في نفسه : بداية النجاح ، تحقيق مالم يحققه الآخرون،
وحين نظر إلى وجه محدثه، بدت له الشعيرات التي تنتشر بكثرة على جانبي
وجهه، وعلى حواف أذنيه قد شوهت بعض ملامحه، فبدأ غامضاً ومنفراً وغريباً
وقال سِراً، ألم يجد هذا فرصة كي يزيل هذه الشعيرات ، فيستعيد حيويته
ويجدّد نشاط ملامحه·· ثم التفت إلى حيث الرجال وقال بصوت ضعيف مرتبك ، أقرب
مايكون إلى الخوف، أنا رجل أحمل مبادىء ولي هدف ·· أرى الأشياء من منطلق
الواقع الحقيقي للحياة ·· أدفع بالأهواء بعيداً·· تكبر الأشياء الصغيرة في
نفسي، كلما أحسست بأنها الواقع الحقيقي·· لي رغبة في الأحسن ·· لذلك فأنا
اتفرغ إليها ، لأني أجد لذة كبيرة لِكَسر جماح واقع حياة الوادي الفجة··
أبحث عن رؤيا قريبة أو بعيدة من أجل تصحيح الأوضاع الحياتية ·· فإن
تكونوا معي فذاك أمرا أحب من نفسي ، وإن تعرضوا عني ، فالسماء أقوى واغنى
·· واني لذاهب إلى تصوري الحقيقي، بأنَّ الكثيرون سيتركون ما أنتم عليه ،
فالظروف سوف تساعدني ، فابقوا على قناعاتكم ، وَلْتبقى أفكاري ·· إلى ان
تفهموني ·· أو تفهموا الحقيقة ·!! قال رجل قصير القامة ·· يحمل في يده عصى
كبيرة، ووجهه يحمل مقداراً كبيراً من الغموض ، فإذا ماتحدّث بدا وجهه
ممتلأً بالتجاعيد، كأنما يكتسب ملامحاً أخرى، تتغير بفعل الحركة والنطق ،
فإذا صمت وَقلَّت حركة شِدقيه تتغير ملامح التجاعيد وتزول كلما ازداد
صمتا·· أما عيناه الصغيرتان كأنهما ثقب في باب كبير ، غائرتان بطريقة
مثيرة للدهشة :ــ ماذا عساك فاعل ، انني انصحك بالكَفّ عن التفكير عن
الرمال، بِغضّ النظر عن الرغبات التي في نفسك ، فالقرارات الحمقاء ، هي تلك
القرارات التي تصور الاندفاع الى الرمال والوصول الى امكنتها البعيدة
عملا انسانيا ، وهدفاً صائباً لتمكين النفس الثقة الكاملة ، فانتظر حتى
تتاح لك فرصة أخرى للتعرف على امكنتها ، كي لاتكون بعدئذ انسانا معزولاً
عن الرجال ·· فإن كان طَمعك أن تصبح انسانا ذكياً، قوياً ، قادراً على
اختراق العوالم المجهولة ، والغامضة، فذاك طمعاً مقبولاً لكني لا أحبذه في
الوقت الراهن·!قال وليد بإصرار :ــ إن خوض التجارب والبحث على هذه الحياة،
شيء مفرح، شيء مشجّع، فالعُمر ماضٍ، ونحن لم نزل، لم نحقق حُلمنا الكبير ·!
ــ وما هو حُلمك >قال رجل آخر< ــ أريد أنْ أرى الحياة أكثر متاعاً
في حياتنا القادمه، إنه حُلم في نفسى، بل هو شغلي الشاغل، إنه ينطلق من
قرارة نفسي، فمتى يتحقق ما أُريد ؟ وكيف ··؟!قال الرجل الذي حاوره، وقد
أخرج من فمه إبتساماً مغمساً بالكلام :ــ يحب أن تعقل، فكلما كبرت، ومضت من
السنوات الكثير، ولم يبق إلا القليل ·· وقد أصبحت كعود النبات المتيبّس
ينتظر شعلة الكبريت ·! ــ كُفْ عني لسانك، فأنا كما تراني، فقد أَغْنيتٍ
فتوتي، وحملت عنادها على جبيني كقطعة ذهباً إستعصتْ على غيري لُبْسها، وها
أنا أتبيّن أُصولي القويه في الحياة ·ــ الفِطْرة من صِفة الانسان
الطبيعية، إنها الصفة التي يتَّصف بها كل موجود، ألم ترى انه فَطر أمره
بيده ·؟ هكذا سمعنا وعلمنا، وحتْماً أنك في صحرائك وحيداً منفرداً، بلا
أحد، فالصحراء متسع من الرمال والوديان والأحجار كيف تستطيع أن تعيش
معزولاً عن جِنْسك وإنْسِك ؟! فلو تصوّرنا أن الإنسان كالحيوان تماماً، إذا
ما انعزل عن نوعه وجئْنا بتَيْس صغير، وابعدناه عن قطيعه أو أُمه، فماذا
ترى أن يحدث؟ بالطبع سيزعجكَ بثغائهِ حتى تعيده إلى قطيعه أو أُمه، وسوف
يلوذ إلى الهدوء التام لحظة وجوده مع أمه أو حقّقَ الأمان بين قطيهه ·!
تحفَّز وليد متململاً، انه أمام موقف حرج جداً، يمتاز بأسئلةٍ ذات فلسفةٍ
عفوية، فكيف له أن يحسم هذا الموقف لصالحه؟ كيف يقنع الذي أمامه من الرجال ؟
،سكت، ثم رفع رأسه وإشراقة في نفسه، بدأها بإبتسامةٍ كبيرة، وأتَتْه
كعادته، سيْل من الكلمات البلاغية الدافقه، واندفع بأسلوبه الباهر الفلسفي،
يَنْثال على الرجل ومن معه، يصحح لهم الفهم الخاطيء من سِرّ زخم حضوره
المكثف في صحراء الوادي فقال :ــ يحب أن يعرف الجميع بأني في هذه الرمال لا
أطلب مالاً أو مصلحة، وكما عرفتموني بأن الصّدق هو لسان حالي ومحبتي لكم
مبثوثه بينكم، مشفوعةٍ بروح الأخوةالصادقة، فكيف لا وانتم أهلي وعشيرتي
وانا واحداً منكم، وجدي الكبير سيد الرمال بلا منازع ·!ــ على رسْلك ·· قال
محدث وليد، كبير الرجال ماذا تسمي هذه الفلسفة من الكلام، معلومات خاصه عن
الحياة ام ثقافة الرمال ام نظرة جديدة للوادي ؟! بربّك قُلْ لي الحقيقة
كيْ نفهمك ؟! بدا وليد مقتنعاً تماماً بحقيقة مايقول :ــ إن كلامي
في هذا، هو مشاعري المرهفة نحو الرمال ، فهي غير مشاعركم الصَمَّاء التي
لاتستجيب إلى مجريات الحياة ، والغباوة كل الغباوة في تلك المشاعر الغامضة
التي تكتم الحزن بعيداً ، فتعرض هذا وترفض هذا ·· ثم تلوذ تاركة كل شيء بلا
اهتمام ··!!هدرتْ موجة ضحك من المجتمعين ·· قال محدث وليد بتفلسف :ــ بحق
السماء، قُل لي أبهذه الكلمات نُنمي في نفوسنا رغبة الحياة التي تُنازعك
نفسك بها، أم هذا حُسن التغيير الذي أدرجته في قائمة هواك، ومغامراتك·
لماذا لا تحب أن تعيش بيننا بعيداً عن المهاترات والترّهات، وبعيداً عن
الأفكار المجنونه والمغامرات المقرفة التي لا تُجيب ولا تودّي، ولا تزيد
ولا تنقص، كما يقولون· أما إذا أَصْررت وتماديت في غيّك هذا، فحينئذ، لا
تلومنّ إلا نفسك، وحدك المسئول عن كل شيء ··! ً ً ً ً ًكابوس الليل أخذ
يهرب في شكل لا سابق له ، فالنهار اتخذ القوة موقفاً ، فلم يجد الظلام
بُداً إلا أن ينهار·يمَّم وليد وجهته شطر الرمال التي أضحت جزءاً من حياته
ووجدانه · وعلل إبتعاده أنه يسعى لإكتشاف الخطوط الغامضة التي تحيط
بالوادي فقساوة الحياة ، وشظف العيش يشعرانه بأن الوادي ورماله يساورهما
شيء من الغموض العميق المهيب ، فكلما نشدت نفسه التوصل إلى شيء ، نازعته
أمور تبعث في نفسه اليأس ، وقال معرباً عن نفسه :ــ ان ركوب المخاطر
لايتذوقها ولايطرب لها إلا الذي يهوى لذة الغوص في الأعماق ، ومن لم يذق
مرارة وقساوة الأيام لايعرف معنى الحياة أبداً ، والمتعة فيما يحققه من
انجاز · سكت بعضاً من الوقت ، قال وقد رفع ناظريه إلى السماء ثم أخفضها،
سأظل أكافح شعور اليأس الذي طغى بعفويته عليّ، ريثما أجد ولو بصيصاً من
أمل · فالغموض يجتاح شعوري القوي، والرغبة لدى جامحة ، فواقع الحال القاسي
يُنذر بالعزوف مبكراً عن الحياة ، فأن أشقى بنفسي أفضل من أن يشقى بقية
الناس ·وتردد صدى شعوره إلى كبراء القوم ، وأيقض في نفوسهم مجاهل السكون ،
لكن الكثيرون ، لم يعيروا الأمر جل اهتمام، واعتبروا الأمر نزوة من نزوات
وليد غير العادية ·وظل بعضهم يدفعهم فضول الاستغراب ، وتعتريهم الدهشة من
مغبة تَصرّفه الغريب الذي يزداد يوماً بعد يوم ، ولمَّا سئل عن تصرفه
الغريب أجاب ببساطة :ــ ليتكم تفهمون ما أفعل ·؟!قال كبيرهم باستهزاء :ــ
قُل ماذا تعني ·· عَلَّنا نستطيع مشاركتك··؟!ــ عندما اقتربت من الرمال
الجرداء شعرت بإنتشاءة غير عادية ، دغدغت روحي ، فسحر رمالها دفعني إلى
المزيد من التغلغل في أعماقها ، واندفعت إلى اقصى ما استطعت ، فأسكنني
هواءها وأرهبني ظلامها ومشيت·· ووجدتني في مكان آمن ، ضاق بهوَّة عميقة بين
جبلين عميقين والرمال سابحة على جانبيه كأنها أمواج تتلألأ ، وعلى مرمى
بصري أيقنت بأنه نخيل وزرع لم أتبيّن معرفته تماماً لكنه يُخيل إلىّ ذلك
فجهلي بالصحراء زاد من خوفي ، أو هكذا أحسست وراودني شعور الخوف ، ولم
أعره بال ، ومشيت ولم ألتفت، لا من خلفي ولا عن يساري ولا عن يميني، خشية
أن يزداد شعوري بالخوف أو ينزلق إليَّ فاتراجع أو أتردد ، ورأيت مكاناً
تجسد لي كشيئين إلتصقا ببعضهما ، وتراءى لي أنه بيت قديم ، تبدو على أمكنته
الجفاف والذبول ·· يقاوم الظلمة المقرفة ويعاند شبح تقادم الزمن عليه ،
لاتخيفه الوحشة ولا تُرعبه القساوة وجزعت أيما جزع، فصوت ذؤبات النخيل
العالية الواقفة كأنها صُلِّبت على منحدرات الجبل الكبير، يحركها الهواء
بترابه المتقاذف، ويقلب أعوادها كيفما يشاء·· وخِلْت بأنني أركض وأركض ··
وعندما انتبهت اكتشفت بأني مازلت واقفاً ، فجلست، علِّي أهْدأ فتطمئن روحي ·
انه ينبغي أن نبذل الكثير لاستقرار الأوضاع بالوادي، وخلق حياة صالحة
وطريقة جديدة للتعامل مع الناس ·· فالسلوك الانساني مطلب للجميع، والأمان
حماية وضماناً لحياة الآخرين ·· فالتجاوزات المصحوبة بالفوضى غير مرغوبة،
ذلك أن التجاوز يجد تجاوزاً آخر·· وهذا بدوره يؤدي إلى حياة مليئة بالقلق
والخوف، فهموم الناس جزء من الحياة فإن خسرتم الرجال ، خسرتم الكثير ··
فالمصالح جزء من المسئولية التي يجب أن يَعيها كل فرد مسئول عن هموم
الآخرين · ــ ولكن عاداتنا أساس حياتنا ·· وماالحياة التي تتَحدَّث عنها
إلا بقايا ما ألزم آباءنا أنفسهم به منذ مئات السنين ·· فهل نغيّر عاداتهم
ونتعاطف معك بطريقة سهلة؟! رائع جداً ماتُفكِّر به ، ابحث عن أُناس غيرنا،
فيقعون ضحايا تجربتك ·· ليس لدىّ ما اقوله ، سوى نصيحتي لك ، أن تُعطي
تجربتك أبعاداً فلسفيَّة بعيداً عن الحالات النفسية التي في الغالب تكون
غير مقبولة · فَقُدرة الأفكار التي حرّكت سكونك، لا تصل إلى أفهام الرجال
بهذه السهولة بل الأمر يتعدي ذلك بكثير، إذا ما أردت إِلْزامهم به·· فكيف
بك تُلغي عادات من الصعب التخلّيَ عنها بل ومن الصعب جداً أن تُغيّر
مفاهيمها وقد ألفها الكبير والصغير ، مالم تكن هُناك بَلْورة وغربلة تُفرض
نفسها··· إن كنت جاداً ، فابحث عن رجل اقوى وأكبر كي يقنع الرجال ، ويُقال،
انه إذا أردتَ تسيّداً فعليك بخير الرجال كبيرهم ، أمَّا إذا أردت
معاداتهم فعليك بأحقرهم حياة ·!!قال وليد :ــ لَن أفعل ماظَننتُه فيَّ ··
فأنا لست باحثاً عن الشُّهرة، ولن أبحث ·· فأنا كبيرٌ بصغيرهم إذا نوى ··
وضعيف بكبيرهم إن اتبعت هواه·· إنَّ أشدّ ما أخشاه أن يعيق كِبارهم ثورة
صِغَارهُم، فالقَلق والخوف همّان بائسان··!!قال رجل ذا مَقْربة من وليد :ــ
اعتقد أن الرغبات لاتخلق قاعدة ، مالم تُصَاحبها عزيمة ·· لذلك عليك أن
تحدد شكل العلاقة ، حتى لاتخلق الرغبات زخماً في تبديد العلاقة المتصلة
بالقاعدة ·قال كبير الحاضرين :ــ ولكن للأيام مفاجئات ·· فهل تَوقَّعتم
حدوثها، حتى ولو من باب الاحتمالات ؟ فكما يُقال، أن الثقة عُباب الأيام··
فهل ابقيتُم لعقولكم قُدرة على استيعاب كل مايجري حولكم ··؟!رَنَا وليد
بنظره إليه وقد أسْكن طَرَفُه ··فجأة بدت مساءات الليل كَابية أقرب إلى
القهر ··ً ً ً ً ًأخذت قصص وليد واهتماماته بالرمال تَنْتقل وتَعُم أرجاء
معمورة الوادي، كيف يترك ما كان عليه الرجال ؟ لماذا يخاطر بنفسه ويذهب
وحيداً إلى رمال قاسية لم يستطع أحدٌ سَبْر اغوارها·؟ ما أبعاد فلسفته
الجديدة ؟! ماهذه الأفكار التي ليس لها مفهوماً محدّداً ؟! كيف له أن يذهب
إلى اعماق الرمال دون رفيق؟ ماالذي دَهاه؟! مالذي غيرّه ؟!· ما معنى
تجربته هذي ؟ لماذا لم تكن تجربته في بداية عنفوانه ؟! ألايُعد هذا، في
مجمله طَيْش غير عادي ؟! لم يعر وليد اسئلة الرجال اهتماماً·· رغم أن
البعض انتقده علناً ورفض كبارهم فعله !! ولكنه واجه انتقاداتهم التي وصفها
بالحماقات بشحْذ هِمّته بالعزيمة· وقال : لابدّ أَنْ أعوّض الناس مافاتهم
من الحياة· فقد حان الوقت لصرف المزيد من الجهد حتى وإن اشتعلت اعصاب
الرجال ·· على الأقل استطيع أن أقضي على القليل من الغفلة التي باتت تتعمق
في نفوسهم ··! لوَّح رأسه ، وقد اكفهرَّ وجَهه، آه لو يعلمون ····!!قال
كبير الرجال شاراً بيده كَمّ ثوب وليد :ــ وما بالك انت في شئون الناس
وهمومهم ، أأنت مسئول عن كل فرد فيهم ·· التفت وليد نحوه وقال :ــ ذلك ما
أفكر فيه ، وقد أخذ مني الكثير .
[/b][/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
law7atgulf
مؤسس الموقع

law7atgulf


عدد المشاركات : 498
تاريخ التسجيل : 25/05/2010
مزاجي...
دولتي ...
هوايتي ...
نوعي ...
ـــــ[ MMS ]ـــــ : قصة رائعة جداً .. لمتذوقي قراءة القصص والروايات C909d13c2e


قصة رائعة جداً .. لمتذوقي قراءة القصص والروايات Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة رائعة جداً .. لمتذوقي قراءة القصص والروايات   قصة رائعة جداً .. لمتذوقي قراءة القصص والروايات Emptyالجمعة يوليو 16, 2010 1:38 pm

شكرا لك يا صديقي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://law7atgulf.yoo7.com
ابن السديري
مشرف منتدى التقنيات الحديث ابن السديري


عدد المشاركات : 932
تاريخ التسجيل : 26/05/2010
مزاجي...
دولتي ...
هوايتي ...
نوعي ...
ـــــ[ MMS ]ـــــ : قصة رائعة جداً .. لمتذوقي قراءة القصص والروايات 32a490eca1


قصة رائعة جداً .. لمتذوقي قراءة القصص والروايات Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة رائعة جداً .. لمتذوقي قراءة القصص والروايات   قصة رائعة جداً .. لمتذوقي قراءة القصص والروايات Emptyالسبت يوليو 17, 2010 2:37 am

law7atgulf كتب:
شكرا لك يا صديقي

لا شكر على واجب

مشكوووووووور ع المرور

قصة رائعة جداً .. لمتذوقي قراءة القصص والروايات 994901 قصة رائعة جداً .. لمتذوقي قراءة القصص والروايات 994901 قصة رائعة جداً .. لمتذوقي قراءة القصص والروايات 994901
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة رائعة جداً .. لمتذوقي قراءة القصص والروايات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اسطوانة :: تعليم قراءة القران الكريم بشكل صحيح
» معلومات رائعة
» صور رائعة من الأمازون
» لعبة سباق رائعة جدا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات لوحات خليجية :: المنتدى الأدبي :: منتدى الروايات والقصص-
انتقل الى: